الأمم المتحدة تطالب بالتحقيق في وقائع تعذيب معتقلين بسجن قرنادة الليبي
الأمم المتحدة تطالب بالتحقيق في وقائع تعذيب معتقلين بسجن قرنادة الليبي
دعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إلى فتح تحقيق فوري وشفاف بشأن وقائع تعذيب للمحتجزين في سجن قرنادة الواقع شرق البلاد، مشددة على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، وذلك عقب انتشار مقاطع فيديو توثق “تعذيبًا وحشيًا” داخل السجن.
نشرت الأمم المتحدة بيانًا، اليوم الأربعاء، أكدت فيه استيائها البالغ من مقاطع فيديو تظهر محتجزين ليبيين وأجانب يتعرضون للضرب المبرح والإجبار على اتخاذ وضعيات مجهدة، على يد حراس يرتدون الزي الرسمي، وفق فرانس برس.
وأظهرت الفيديوهات، التي لم يتم التحقق منها بعد، بعض المعتقلين وهم يرتدون ملابس داخلية فقط، فيما يصرخون من شدة الألم جراء الضرب بعصا والركل.
انتهاكات جسيمة للقانون
وأكدت الأمم المتحدة أن هذه الأفعال تمثل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان، خصوصًا الحظر المطلق للتعذيب، كما أشارت إلى تنسيقها مع قوات المشير خليفة حفتر لتسهيل وصول مراقبين مستقلين وموظفي حقوق الإنسان إلى سجن قرنادة ومراكز احتجاز أخرى تخضع لسيطرة قواته.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات الأمنية أو العسكرية حتى الآن بشأن هذه الوقائع.
ويعد سجن قرنادة، واحد من أكبر سجون شرق ليبيا، ويدار من قبل الشرطة العسكرية التابعة لقوات حفتر، ويُحتجز فيه العديد من المعارضين لسلطات الشرق.
انقسامات تزيد الوضع تعقيدًا
تأتي هذه الحوادث في ظل استمرار الانقسام السياسي في ليبيا، حيث تتقاسم السلطة حكومتان متنافستان: حكومة معترف بها دوليًا في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وأخرى في الشرق برئاسة أسامة حماد، مدعومة من البرلمان والمشير حفتر.
تُجمع المنظمات الحقوقية الدولية على التنديد بالممارسات الخارجة عن القانون في مراكز الاحتجاز الليبية، داعية إلى وقف الاعتداءات المتكررة بحق المعتقلين، التي تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.